31 مارس 2015

المرايا


كما يتأمل الانسان شكله في مرآة، ليطمئن على منظره، كذلك الروح لها مرايا كثيرة ترى بها شكلها، وتعرف حالتها كيف هي:
1- مرآة محاسبة النفس فان فتش الانسان ذاته، وكان دقيقا في محاسبتها، حينئذ يعرف حقيقتها ويصلحها.
2- مرآة كلام الله فالانسان الذي يرى نفسه في ضوء وصايا الله، يكون قد عرف الميزان الحقيقي الذي يزن به اعماله.
3- مر اة التجارب.. لانها تختبر معدننا.
4- مراة انتقادات الناس ، الناس قد يتكلمون بصراحة فنعرف حقيقتنا، وحتى ان كانوا على خطأ وغضبنا منهم نكون قد عرفنا حقيقة اخرى وهي خطية الغضب في حياتنا وهكذا تكون المراة قد ادت عملها.
غير ان بعض الناس ان كشفت لهم المرآة عيبا فانهم بدلا من ان يصلحوه يحطمون المرآة:

  • يرفضون مرآة محاسبة النفس فلا يجلسون الى انفسهم او يبررون انفسهم بالاعذار.
  • ان اظهرت كلمة الله فيهم عيبا.. يرفضون ذلك ويطبقون كلام الله على غيرهم لا على انفسهم.
  • وان اظهرت لهم التجارب حقيقتهم يحطمون هذه المرآة بالتذمر.
  • وحتى المراة الرابعة يحطمونها ايضا فلا يقبلوا كلمة انتقاد ولا كلمة نصح وارشاد.
ان الذين يحطمون المرايا لا تنصلح عيوبهم، مثل مريض بالحمى يضع الترمومتر في فمه فان اظهر له ارتفاعا في درجة حرارته، بدلا من ان يعالج نفسه يحطم الترمومتر، ويبقى مريضا، مسكين ذلك الترمومتر الصادق انه كغيره مراة محطمة.