22 نوفمبر 2014

التأثير المنتشر



أنا أم لثلاثة أطفال وأكملت مؤخرا شهادتي جامعية. كان الفصل الدراسي الأخير الذي اضطررت الى دراسته عن علم الاجتماع. كانت الدكتورة ملهمة الى مدى بعيد وتتصف بالصفات التي أتمنى ان يتصف بها كل إنسان. وقد طلبت منا المشروع الآخير للفصل الدراسي بعنوان "ابتسامة".

طلب من كل شخص بالصف الابتسام فى وجه ثلاثة أشخاص خلال الاسبوع القادم وتوثيق ردود أفعالهم. أنا ودودة للغاية دائمة الابتسام فى وجه الجميع وأقول "مرحبا" كلما التقيت شخصا، لذلك، أعتقد أن هذا سيكون مشروعا سهلا.

بعد فترة وجيزة من تلقينا للمشروع. ذهبت انا و زوجي، وابني الأصغر، ذات صباح الى ماكدونالدز. كانت هذه طريقتنا في قضاء الوقت الخاص بالترفيه مع ابننا. وقفنا في الطابور، في انتظار الحصول على طلبنا، عندما بدأ الجميع من حولنا فجأة يبتعدون، كذلك فعل زوجي. أنا لم اتحرك بوصة واحدة ... لكن شعور غامر من الذعر ملأ داخلي. حين استدرت لمعرفة السبب في انهم ابتعدوا هكذا. شممت رائحة شنيعة ، كان يقف خلفي مباشرة رجلان مشردين ثيابهما رثة ومتسخة جدا.

حينما صعّدت بصري في الرجل القصير، الذي وقف على مقربة مني، وجدته "يبتسم". كانت له عيون زرقاء جميلة كالسماء، مليئة بنور الله. وبينما انظر اليه، قال: "يوم جيد". ثم اخذ يحصى عدد قليل من العملات المعدنية كان ممسكا بها. خبط الرجل الثاني خلفه بيديه على ظهر صديقه. أدركت أن الرجل الثاني لديه قصور عقلي وكان الرجل الأزرق العينين من يرعاه. بالكاد أمسكت دموعي وأنا واقفة هناك معهما.

عندما جاء دورهما سألتهما الفتاة التي امام ماكينة التحصيل (الكاشيير) : "ماذا تريدان؟".
قال الرجل الممسك بالنقود: "القهوة هي كل ما نفتقده"
ادركت أن ذلك كان كل ما يمكن أن يدفعا في مقابله ما معهما من نقود.
(إذا انهما أرادا الجلوس في المطعم والحصول على بعض الدفء، كان عليهم شراء شيء ما. بينما كانا يريدان فقط الحصول على الدفء).
ثم شعرت بدافع - كان كبيرا داخلي لدرجة لم استطع مقاومته - فمددت ذراعيّ واحتضنت الرجل القصير ذو العيون الزرقاء. هذا هو ما فعلته عندما لاحظت ان كل العيون في المطعم كانت موجهة لي، تنتقد كل حركة اقوم بها.

ابتسمت وطلبت من الفتاة الكاشيير أن تعطيني وجبتي إفطار اضافيتين على صينية منفصلة. ثم سرت الى الطاولة التي اختارها الرجلين كمكان للراحة. ثم وضعت علبة الطعام على الطاولة ووضعت يدي على اليد الباردة للرجل الأزرق العينين. وجدته يتطلع في وجهي، والدموع في عينيه، ثم قال: "شكرا لك."
ربتّ بيدي على يده وقلت: "أنا لم أفعل شيئا لك. الله يعمل هنا من خلالي." كنت متأثرة جدا بينما انا اسير مبتعدة عنهما للانضمام لزوجي وابني الصغير.

عندما جلست ابتسم زوجي في وجهي وقال:  "هذا هو السبب الذي جعل الله يمنّ بك عليّ يا حبيبتي . لكي تعطيني الأمل." تشابكت ايدينا في هذه اللحظة، وفي ذلك الوقت ادركنا أنه فقط بسبب النعمة اعطانا الله ما نحن قادرين على إعطائه للاخرين ايضا.  نحن مؤمنون.  وفي ذلك اليوم كشف لنا قبسا من النور النقي لمحبة الله الفياضة.

عدت إلى الكلية، في مساء اليوم الأخير للدراسة، مع هذه القصة في يدي.  سلمت "مشروعي" للدكتورة التي بعد ان انهت قراءتها . تطلعت في وجهي وقالت: "هل يمكنني مشاركة هذا؟" . اومأت برأسي ببطء لأنها جذبت انتباه الصف كله.  بدأت القراءة وعندها ادركت أننا كبشر وكوننا مخلوقات الله، نتقاسم الاشياء لسعادتنا وسعادة الاخرين.
بطريقتي الخاصة كنت قد تلامست مع الناس في ماكدونالدز: زوجي، ابني، الدكتورة، وكل من بالفصل الدراسي في الليلة الماضية التي قضيتها كطالبة جامعية.
واحد من أكبر الدروس التي تعلمتها وأود أن اشارككم به هو القبول غير المشروط.  التعامل بالكثير من الحب والرحمة لكل شخص، وتعلم كيف نحب الناس ونستخدم الأشياء وليس نحب الأشياء ونستغل الناس.