26 نوفمبر 2014

الحب يبقى

في يوم زفافي، حملت زوجتي علي ذراعي. توقفت السيارة أمام شقة الزفاف المكونة من غرفة واحدة. أصر رفاقي ان احمل زوجتي من السيارة علي ذراعي. لذلك حملتها الي بيتنا. بدا عليها الخجل. كنت قويا وسعيدا في ذلك الوقت.
كان هذا المشهد منذ عشر سنوات. كانت الأيام التي اعقبت ذلك بسيطة مثل كوب من الماء الصافي. اصبح لدينا طفل. ذهبت الى العمل وحاولت كسب المزيد من المال. عندما اصبح رصيدي في البنك يتزايد باطراد، بدأت المحبة بيننا تبدأ في الانحسار. وكانت زوجتي موظفة في جهة حكومية. كل صباح نغادر المنزل معا ونصل البيت تقريبا في نفس الوقت. لدينا طفل كان يدرس في مدرسة داخلية. بدت حياتنا الزوجية سعيدة بدرجة تثير الحسد. 
لكن الحياة الهادئة كانت أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات غير المتوقعة. لقد دخلت امرأة اخرى الي حياتي. 


كان ذلك في يوم مشمس. كنت اجلس فى حديقة عامة - للترويح عن نفسي بعد عناء العمل - لحظة مجيئ ندي، بادلتني التحية. كنت اعرفها منذ ايام دراستنا الجامعية. وبعد محادثة ليست بالطويلة استرجعنا فيها ذكريات سنوات الدراسة، سرعان ما اصبح قلبي مرة أخرى مغمورا في تيار من الحب.  
قالت ندى، "أنت نوع من الرجال يشد انظار الفتيات". ذكرتني كلماتها فجأة بزوجتي.  عندما تزوجنا للتو قالت زوجتي "ان الرجال الناجحين مثلك، يكونون جذابين جدا للفتيات". حينما فكرت في هذا، أصبحت مترددا بعض الشيء. كنت أعرف أنني بهذا اخون زوجتي. ولكني لم أستطع تجنب ذلك. في هذه اللحظة، أصبحت فكرة طلاقي من زوجتي أكثر وضوحا في ذهني، على الرغم من أنها كانت لتكون شيئا مستحيلا بالنسبة لي في فترة سابقة. ومع ذلك، وجدت أنه من الصعب نوعا ما أن اتحدث مع زوجتي حول هذا الموضوع.
قلت: "لا يهم كيف اخبرها بذلك ، انها سوف تتأذى بشدة لفترة ثم تنسى".
بصراحة، لقد كانت زوجة جيدة. كل مساء كانت تقوم بإعداد العشاء. ثم نجلس سويا نشاهد التلفزيون. ثم اجلس أمام الكمبيوتر لبعض الوقت ولم تكن ندى تفارق خيالي في تلك الاوقات.
قلت ذات يوم لزوجتي بطريقة مازحة. "لنفترض أننا انفصلنا، ماذا ستفعلين؟" بدأت تحدق في وجهي لبضعة ثوان دون كلمة واحدة. يبدو انها كانت تعتقد أن الطلاق كان شيئا بعيدا جدا عنها. لم أكن أتصور كيف أنها سترد حالما تعرف أنني جاد.
عندما ذهبت زوجتي إلى مكتبي، خرجت ندى للتو. بدا تقريبا جميع الموظفين من نظراتهم متعاطفين مع زوجتي وحاولوا أن يخفوا شيئا بينما كنت اتحدث معها. ويبدو أنها قد لمحت هذا. ابتسمت بلطف للمرؤوسين لديّ. ولكن قرأت بعض الأذى في عينيها.
مرة أخرى، قالت ندى لي "نينج، طلّقها، ثم نعيش معا". أومأت برأسي موافقا. كنت أعرف أنني لا يمكن أن اتردد أكثر من ذلك.
عندما تناولنا العشاء انا وزوجتي، أمسكت بيدها وقلت: "أنا عندي شيء أقوله لك".  لم أكن أعرف كيف افاتحها. واخيرا اضطررت ان اخبرها بما كنت أفكر به. أريد الطلاق. وقد أثرت هذا الموضوع الخطير بهدوء. لم يبدو أنها تضايقت بسبب كلماتي، بدلا من ذلك سألتني بهدوء، "لماذا؟". صمتّ ولم اجب ، ولكنها تابعت: أنا جادة في رغبتي بمعرفة الاجابة. تجنبت سؤالها. هذه الاجابة المشهورة عن هذا السؤال (وهي الصمت) جعلتها غاضبة جدا. رمقتني وصاحت في وجهي. "أنت لست رجلا!". في تلك الليلة، لم نتحدث إلى بعضنا البعض. كانت تبكي. كنت أعرف أنها أرادت معرفة ما حدث لزواجنا. لكنني لا يمكن ان اعطيها إجابة مقنعة، لأن قلبي كان قد ذهب إلى ندى.
مع شعور عميق بالذنب، رحت اصيغ وثيقة الطلاق. ذكرت فيها حقها في ان تمتلك المنزل، وسيارتنا، وحصة 30% من الشركة التي امتلكها. نظرت إلى الوثيقة ثم مزقتها إربا. شعرت بألم في قلبي. أن امرأة كانت تعيش معي عشر سنوات ستصبح غريبة عني يوما. ولكن لم أتمكن من ارجاع ما قلته. أخيرا بكت بصوت عالي أمامي، كان هذا ما توقعت أن اراه. بالنسبة لي كان بكاءها في الواقع نوع من الراحة. ويبدو أن فكرة الطلاق التي كانت هاجس لي لعدة أسابيع اصبحت الان رغبة أكثر قوة وأكثر وضوحا.
في وقت متأخر من الليل، عدت الى بيتي بعد يوم حافل بالعمل واستقبال الزبائن. رأيتها تكتب شئ ما. كنت مجهدا فألقيت بنفسي على الفراش ورحت في نوم عميق بسرعة. عندما استيقظت، وجدتها وكانت لا تزال تكتب. ادرت ظهري ونمت مرة أخرى. لقد رتبت شروط طلاقها. انها لا تريد شيئا مني، ولكن كان من المفترض أن تعطي شهرا واحدا قبل الطلاق، وفي الوقت شهر يجب أن نعيش حياة طبيعية قدر ما هو ممكن. والسبب بسيط لها. ان ابننا سينهي إجازته الصيفية بعد شهر وانها لا تريد له أن يرى زواجنا مكسورا. سلمت لي صيغة الاتفاق، ثم سألتني، "نينج، هل ما زلت تذكر كيف دخلت غرفة الزفاف في يوم الزفاف؟" هذا السؤال اعاد فجأة إلينا كل تلك الذكريات الرائعة بالنسبة لي. أومأت برأسي بالايجاب، وقلت: "أتذكر". قالت "أنت حملتني بين ذراعيك." وتابعت "لذا، لديّ شرط، وهذا هو، ان تحملني علي ذراعيك كل يوم حتى يحين الطلاق. من الآن وحتى نهاية هذا الشهر، يجب أن تحملني للخروج من غرفة النوم إلى الباب كل صباح ". قبلت بابتسامة. كنت أعرف أنها اضاعت تلك الأيام الحلوة وتمنى نفسها بإنهاء زواجها بشكل رومانسي.
اخبرت ندى عن شروط طلاق زوجتي. ضحك بصوت عال واعتقد انه امر سخيف. "لا يهم ما تفعله من حيل، عليها مواجهة نتيجة للطلاق". قال بازدراء. كلماته جعلتني أشعر بعدم الراحة.
لم يحدث بيننا، أنا وزوجتي، أي اتصال جسدي منذ ان أعربت عن نيتي في الطلاق بصراحة. كنا نعامل بعضنا البعض كاغراب. لذلك عندما كنت أحملها للخارج في اليوم الأول، بدى كلانا على حد سواء اخرقا. ابننا صفق وراءنا، وقال:"بابا انك تحمل ماما علي ذراعيك". كلماته جلبت لي شعورا بالألم. من غرفة النوم إلى غرفة الجلوس، ثم إلى الباب، مشيت عشرة أمتار وانا احملها علي ذراعي.
اغلقت عينيها وقالت بهدوء. "دعنا نبدأ من اليوم، لا تخبر ابننا". أومأت برأسي موافقا، شاعرا بالضيق نوعا ما. أنا وخارج البيت ذهبت لانتظار الحافلة، بينما قدت السيارة إلى عملي.
في اليوم الثاني، كلا منا تصرف بسهولة أكثر من ذلك بكثير. انحنت على صدري. كنا قريبين جدا لدرجة مكنتني من ان اشتم رائحة العطر من ثيابها. أدركت أنني لم انظر الى هذه المرأة الحبيبة بعناية لفترة طويلة. لقد وجدت أنها لم تكن شابة مثل الاول، لقد كانت هناك بعض التجاعيد على وجهها.
في اليوم الثالث، همست لي: "حديقة المنزل دمرت تقريبا. كن حذرا عند مرورك فوق الحشائش هناك".
في اليوم الرابع، عندما حملتها بدا لي أن أشعر أن كنا لا نزال زوجين حبيبين. لقد كنت أحمل حبيبة قلبي عل ذراعي. أصبح تخيل ندى اكثر غموضا.
في اليومين الخامس والسادس، ظلت تذكرني باشيياء، مثل، اين وضعت القمصان التي قامت بكيها، وانه يجب أن اكون حذرا اثناء الطهي، الخ. كنت اومئ  رأسي بالايجاب. كان شعور الألفة أقوى. لم أكن اخبر ندى حول هذا الموضوع. شعرت أنه كان من السهل القيام بحملها عن السابق. ربما المران اليومي جعلني أقوى.
قلت لها: "يبدو ليس من الصعب أن احملك الآن". كانت تختار فساتينها. كنت أنتظر لحملها خارج غرفة النوم. حاولت ان تجد فستانا مناسبا ولكن لم يمكنها العثور عليه. ثم تنهدت قائلة: "لقد اصبح كل ما عندي من الثياب اكثر بدانة". ابتسمت. لكنني أدركت فجأة أنه كنت أتمكن من حملها بسهولة لأنها كانت أنحف ، وليس لأنني كنت أقوى. كنت أعرف أنها قد دفنت كل المرارة في قلبها. مرة أخرى، شعرت بالألم. لا شعوريا مددت يديّ امسح على رأسها برفق. وجاء ابننا في هذه اللحظة، وقال:"يا أبي، لقد حان الوقت لتحمل أمي للخارج.". بالنسبة له، رؤية والده يحمل أمه كان جزءا أساسيا من حياته. اومأت الى ابننا بالاقتراب واحتضنته بقوة. ادرت وجهي، لأنني كنت أخشى أن أغيّر رأيي في اللحظة الأخيرة. حملتها علي ذراعي، ومشيت من غرفة النوم، الى خلال غرفة الجلوس، إلى المدخل. يداها طوقت عنقي بهدوء وبشكل طبيعي. أمسكت جسدها بإحكام، كما لو كنا قد عدنا ليوم الزفاف. لكن وزنها الذي صار أخف بكثير جعلني حزينا.
في اليوم الأخير، عندما حملتها علي ذراعي وأنا بصعوبة اخطو للامام. كان ابننا قد ذهب الى المدرسة. وقالت: "في الحقيقة أتمنى أن تحملني بين ذراعيك حتى نشيخ." حملتها بإحكام، وقلت: "كلانا، أنت وأنا، لم نلاحظ أن حياتنا كان ينقصها وجود مثل هذه العلاقة الحميمة".
قفزت من السيارة بسرعة دون قفل الباب. كنت أخشى أن أي تأخير يجعلني اغيّر قراري. مشيت الي الطابق العلوي. فتحت ندى الباب. قلت لها: "عذرا، ندى، أنا لن اطلق زوجتي. وأنا جاد في قراري" كانت تتطلع في وجهي، بدهشة. ثم لمست جبهتي، "انت لست محموما. أليس كذلك؟". ابعدت يدها عن رأسي. "عذرا، ندى. لا يسعني إلا أن أقول لك انا آسف".
أنا لن اطلق زوجتي. ربما حياتي مع زوجتي كانت مملة. لأننا لم نهتم بتفاصيل الحياة، وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا البعض مثل السابق. الآن أنا أفهم أنه منذ كنت أحملها في المنزل، وأنجبت طفلنا، كان من المفترض أن احملها حتى نهاية عمري. لذلك أود أن أقول آسف لك ".
 يبدو ان ندى افاقت فجأة، فقد أعطتني صفعة مدوّية ثم صفقت الباب. مشيت الي الطابق السفلي وتوجهت إلى المكتب.
عندما مررت على متجر الأزهار على جانب الطريق، طلبت باقة لزوجتي. طلبت مني البائعة كتابة كلمات التهنئة على البطاقة. ابتسمت وكتبت: "سوف احملها لك كل صباح حتى نهاية عمري."