4 أغسطس 2014

شخصية بطرس


لقد تعرف اندراوس على المسيح يوم معموديته، ثم وجد اخاه سمعان وقال له "وجدنا مسيا" وجاء به الى المسيح فقال له "انت تدعى صفا" وهي كلمة ارامية معناها صخرة.. هذه هي طريقة الرب في صنع القديسين "انه يدعو الاشياء غير الموجودة وكأنها موجودة" (رو4: 17). لعل بطرس قال: "اه يارب لعلك لا تعرف طبيعتي.. هل انا صخرة؟!".

كان بطرس متعودا الصيد منذ حداثته. ولاشك انه لم يكن يقبل اي تدخل من اي صياد في عمله. ولكنه الان يجد نفسه وقد صدر اليه امر يتعارض مع كل قواعد المهنة "ادخل الى العمق والقي شباكك للصيد".. لاشك ان كل الصيادين الذين قد يرون سفينته محملة بالشباك في ساعة كهذه من النهار ومتأهبة للصيد يضحكون عليه. ألم يكن هذا هو الحال مع جميع الذين استخدمهم المسيح في اجل الخدمات؟

حينما تتجدد حياة رؤساء العصابات في جيش المسيح يصبحون جنودا اقوياء للمسيح، فأن معرفتهم لحيل الشيطان و مكائده لها قيمتها العظمى . والخاطئ يعرف مرارة اجرة الخطية وهذا ما لا يعرفه الملاك والطفل البريء . انهم يعرفون تماما مواضع الجحور التي يأوى اليها السمك.

"اخرج من سفينتي" امر معناه "ابعد عني" هذا ما صرخ به التلميذ الواقع تحت تأنيب الضمير وكأنه يقول "سأتي بك الى الشاطئ ثم تمضي انت لحال سبيلك وامضي انا في طريقي". سوف تبقى محبتي لك ابد الدهر ولكني لست جديرا بأن ارافقك. اما الرب فأجاب بطرس: كلا فان الخطية طالما قدم عنها الاعتراف الكافي فانها لا تحول دون رفقتي لك و لا تحرمك من خدمتي.

اما جماعة الصيادين فقد رافقت الرب الى المجمع في السبت الاول. وهناك تبين على الفور الفارق العظيم بين حديثه الذي تفيض منه الحياة وبين احاديثهم الميتة السقيمة التي تعودوا سماعها، كالفارق بين مياه الشلال والمياه الراكدة في البركة .. ثم قطع حبل الصمت صراخ رجل به روح نجس في المجمع؟ ان العين الملتهبة قد لا تسبب شيئا من الالم طالما كانت محتجبة عن النور ولكن مجرد تعريضها له يشتد الالم لدرجة لا تحتمل وربما هذا الرجل كان مظهره طبيعيا ..