18 أبريل 2011

و صلبوه هناك




كان اهم يوم في اسرائيل هو يوم الكفارة العظيم، يتمنطق من هامة رأسه الى باطن قدمه بثوب من الكتان الابيض الناصع، ثم يحمل بيده اناء به دم الذبيحة و يتقدم بارتعاد و رهبة مقدسة، و يزيح الحجاب لكي يقترب في اتضاع و خشوع الى عرش النعمة و يرش دم الكفارة، ليخرج بعد ذلك الى الشعب ليعلن باسم الرب الرحمة و الغفران لكل نفس تائبة.
اين نحن الان اننا نقف على قمة جبل الجلجثة –اسم رهيب – هناك فقط يعتلي العدل عرشه و في يديه ميزان و سيف. هذه البقعة المليئة بالاهوال تتحول الى "الجبل الذى يأتيمنه العون".  
هو قبلة الارض كلها فهو مكان التقاء كل المفديين. على هذا الجبل تختم حياة رب المجد على الارض تأملوه وهو الشجرة الخضراء الوحيدة بين جميع اشجار الارض و الوحيدة المثمرة و ذات الثمر الجيد و هى تقطع بهذه الصورة.
و يقدمون له اولا مشربا مسكرا و هو مزيج من خمر و مر كما جرت العادة قبل الاعدام لكن الرب يرفض ان يشرب لأنه يريد ان يخضع لارادة ابيه السماوي و هو في كامل وعيه. يسوع الذي يتسربل بالنعمة و البهاء و يترصع طرف ردائه بنجوم السماء يقف الان لا يغطيه شئ سوى دمه القاني. انظروا المسامير و هي تغوص فتتدفق دماء القدوس .. لقد شقت هذه المسامير صخرة خلاصنا ففاضت بماء الحياة. اجل لقد ثقبت الصك الذى كان ضدا لنا مسمرة اياه بالصليب. و عندما نفذت في جسد البار دخلت ايضا في رأس الحية القديمة، فلا يتعثر احد من جهة ذاك الذى سمر بالصليب! فتلك اليدان يمكنهما ان تبارك كما لو كانت بغير قيود. انهما يدا مهندس بارع يضع تصميم كنيسة ابدية انهما يد جبار يستطيع ان يأخذ الاسلاب من القوي.. كما ان هاتين القدمين الداميتين تدوسان بعز و اقتدار كما لو كانتا بغير اغلال تربطهما.
و يصعد اسد يهوذا الى حيث الارواح التي لها سلطان الهواء و في صراع غير منظور يحررهم الى الابد لاجلنا.. هناك يقف الصليب بأسراره العميقة كصخرة تتكسر عليها امواج اللعنة.